رام الله 7-11-2024 وفا- استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الخميس، وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، وذلك بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وذلك بحضور رئيس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى.
وجرى خلال اللقاء، بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من جرائم القتل والتجويع والترويع على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، علاوة على جرائم سرقة الأرض والممتلكات وانتهاك المقدسات والاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وجدد سيادته، المطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن 2735 بالوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة لإغاثة شعبنا وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق فتوى محكمة العدل الدولية المتعلق بالقضية الفلسطينية.
وحذّر الرئيس، من خطورة القرار الإسرائيلي بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأمر الذي يشكّل تحديا مباشرا للشرعية الدولية والقانون الدولي، باعتبار أنها أنشأت بقرار أممي مرتبط بحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً ومتفق عليه وفق الشرعية الدولية.
وثمن سيادته، المواقف الأوروبية الداعمة للشرعية الدولية والقانون الدولي، ودعم حل الدولتين، مشيراً إلى أن اعتراف الدول الأوروبية ومنها فرنسا بالدولة الفلسطينية، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، هو حق طبيعي للشعب الفلسطيني وسيسهم في الحفاظ على الأمل المتبقي لدى شعبنا وشعوب العالم بإمكانية إنهاء دوامة العنف، ولإنهاء احتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وتجسيد استقلالها.
وحضر اللقاء، مستشار الرئيس للشؤون الدولية، مبعوثه الخاص رياض المالكي، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ورئيسة ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة.
وفي تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، قال وزير الخارجية الفرنسي "بعد بضعة أسابيع من زيارتي الأولى، عدت لمدينة رام الله وتناقشت مع رئيس الوزراء محمد مصطفى، كما تحدثت اليوم مع الرئيس محمود عباس، وكانت تلك فرصة للاطلاع على الوضع الكارثي في قطاع غزة حيث يشهد وضع إنساني خطير".
وأضاف بارو: "تدعو فرنسا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتحقيق حل دائم يشمل دولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب مع الاعتراف المتبادل الذي يضمن أمنهما".
وأشار إلى أنه أكد للمسؤولين الإسرائيليين في وقت سابق اليوم، أن "الحل الوحيد للقضية الفلسطينية ولتحقيق سلام عادل ودائم هو حل الدولتين، وهو منظور سياسي دافعت عنه فرنسا في مجلس الأمن، وتحشد فرنسا جهودها لتجسيد هذا المنظور، ولكن يتم تقويضه بسبب سياسات الفصل والاستعمار".
وتطرق بارو إلى تفقده للموقع الذي شهد هجوما للمستعمرين في مدينة البيرة، وقال: "لاحظت الأضرار الجسيمة التي خلفها هجوم المستعمرين الإسرائيليين، فجر الإثنين الماضي، والذي تخلله إحراق للمركبات ما أدى إلى إلحاق أضرار بإحدى المباني الذي تقطنه عائلات لديها أطفال، علما أن المنطقة خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية".
وأضاف: "هذه الهجمات التي ينفذها المستعمرون ليست فقط غير قابلة للتفسير، وإنما تتعارض مع القانون الدولي وتضعف منظور حل الدولتين ويجب إدانتها بالإجماع".
وجدد التأكيد على موقف بلاده بأن المستعمرات غير قانونية وفقا للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، ويجب وقف الأنشطة الاستعمارية، مشيرا إلى أن فرنسا اتخذت قرارات مهمة بفرض عقوبات على 28 مستعمرا نفذوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى العقوبات التي فرضت على مستعمرين وكيانات استعمارية من خلال الاتحاد الأوروبي.
كما تطرق وزير الخارجية الفرنسي إلى زيارته اليوم لكنيسة (باتر نوستر) في منطقة "إليونا" التي تديرها فرنسا منذ 150 عاما، والتي تقع في جبل الزيتون بالقدس المحتلة، للمشاركة بشكل رمزي في قطف ثمار الزيتون، مشيرا إلى أنه "رفض
الدخول لهذه المنطقة على إثر اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمكان مسلحة دون إذن، في تصرف غير مقبول".
وأضاف: "بعد دقائق قليلة من مغادرتي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية اثنين من موظفي القنصلية العامة الفرنسية في القدس، على الرغم من كونهما يتمتعان بحصانة دبلوماسية. ثم تم إطلاق سراحهما بعد تدخلي".
وشدد بارو على أن "هذه الإجراءات غير مقبولة"، مؤكدا أن "فرنسا تدين بشدة هذه الإجراءات، مع التركيز بشكل خاص على حقيقة أنها حدثت في سياق تبذل فيه فرنسا كل ما في وسعها للعمل نحو خفض حدة العنف في المنطقة".
وأكد أن "وزارته ستستدعي السفير الإسرائيلي لدى باريس خلال الأيام المقبلة".
ــــ
ع.ف