أريحا 7-11-2024 وفا- اختتمت، اليوم الخميس، أعمال مشروع ترميم مقام النبي موسى جنوب مدينة أريحا، وجرى إطلاق خطته التشغيلية، بالشراكة مع محافظة أريحا والأغوار، ووزارات الأوقاف والشؤون الدينية، والسياحة والآثار، والاقتصاد الوطني.
وجرى تنفيذ المشروع، ضمن برنامج دعم التنمية السياحية الثقافية في فلسطين، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الانمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني بالشراكة مع منتدى شارك الشبابي.
وأكد محافظ أريحا والأغوار حسين حمايل أن إنجاز هذا المشروع يؤكد تمسك شعبنا بأرضه رغم الجرح النازف والمجازر التي يتعرض لها في قطاع غزة، خاصة تجاه الأطفال الأبرياء، ويدلل على مدى ارتباط شعبنا بتراثه التاريخي والسياحي.
وقال إن الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، في مساجدهم وكنائسهم وأديرتهم، يعبّرون عن علاقة عقائدية بهذه الأرض، وأن الاحتلال الإسرائيلي مصيره الزوال ليعود الحق إلى أصحابه الحقيقيين.
وأضاف أن شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى من يقف معه بالقليل أو الكثير، ويتأمل من كل مؤسسات العالم وحكوماته أن توقف حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
بدوره، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمد مصطفى نجم، أهمية إعادة تشغيل هذا المقام التاريخي الديني الوطني الإنساني، والذي يكرّس حقنا في أرضنا ووطننا، مثمنا دور القائمين على المشروع، ودعمهم اللامحدود للمقام ليحتل مكانته السامية الرفيعة، مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية قادرة على تولي وإعمار المقام وتشغيله.
من جهته، قال وزير السياحة والآثار هاني الحايك، إن إحياء هذا المقام التاريخي يحتل مكانة في قلب الشعب الفلسطيني، حيث يرتبط بموسم النبي موسى الذي تأتي إليه الوفود من كل حدب وصوب في فلسطين، كما أنه محطة للحجاج والزوار، وشاهدا على تقلب الحقبة التاريخية ويمتلك كل المقومات التاريخية للسياحية، ويسهم بشكل فاعل في التنمية.
وأشار إلى أن هذا الموقع يحمل قيمة تاريخية في العالم، ومشروع إعادة الترميم بأبعاده يحمل رسالة البناء والصمود، وأن هذا المقام التاريخي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من التراث العالمي والإنساني.
وشدد على أن هذا المشروع يعكس تمسكنا بأرضنا وتراثنا، فهو يشكل هوية وطنية وتاريخ على هذا الأرض، لافتا إلى أن ما يميز هذا المشروع أنه إعادة للتاريخ، وتبرز أهميته بأنه يؤسس لتجربة فريدة في فلسطين.
من جانبها، قالت مدير عام العلاقات الدولية في وزارة الاقتصاد الوطني سها عوض الله، "إننا نجتمع في مقام النبي موسى في هذا الوقت بالذات بعد عام من ارتكاب جرائم الإبادة ضد شعبنا في غزة، التي لم تتوقف، بل تطال شعبنا في الضفة الغربية من انتهاكات متنوعة، وتؤدي بالنهاية إلى انهيار المشروع الاقتصادي الفلسطيني."
ولفتت إلى انخفاض متوقع في الناتج المحلي الإجمالي نتيجة لانخفاض عدد المنشآت الاقتصادية العاملة في فلسطين، وارتفاع نسبة البطالة إلى 51% جراء العدوان، مشيرةً إلى قطاع السياحة يعد أكثر القطاعات تضررا.
وأوضحت أن هذا المشروع ليس فقط لحفظ التاريخ بل تعزيز للبيئة الاقتصادية في القدس وأريحا، ودعم التجمعات المهددة بالتهجير القسري، وخلق فرص عمل، وتطوير السياحة الدينية والتراثية، وخلق مستقبل مستدام للشباب الفلسطيني، خاصة أن المقام يقع في المنطقة المسماة "ج"، المستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، قالت الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني سارة بول، إن سعينا للحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني هو جزء أساسي من دعمنا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تعزيز السياحة، ودعم صمود المجتمع الفلسطيني في وجه التحديات المستمرة.
وأكدت التزام البرنامج بتمكين الشباب والنساء في القطاع السياحي، لبناء مستقبل اقتصادي يتماشى مع الجهود للاستجابة لآثار الحرب على غزة.
وأضافت أن هذا المشروع الذي نفّذ بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية، هو خطوة نحو تحقيق تغيير اقتصادي واجتماعي، من خلال شراكات مع الجهات الدولية والفلسطينية لخلق فرص عمل مستدامة، وبناء قدرات الشباب.
من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، أليكساندر شتوتسمان إن "مقام النبي موسى لا يحفظ فقط تاريخ فلسطين، بل أيضا يجسّد صمودهم وتطلعاتهم".
وأضاف: "نحن في الاتحاد الأوروبي نقدم الدعم لقطاع السياحة والثقافة في فلسطين للحفاظ على الموروث الفلسطيني وتنميته وتطبيقه بشكل كامل، بما يحمله من إمكانيات اقتصادية لتحقيق نمو مستدام".
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدرك التحديات الكبيرة في فلسطين، خاصة في قطاع غزة، وينادي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وملتزم بتحقيق حل الدولتين.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، أن التواجد اليوم في مقام النبي موسى هو دعم للفلسطينيين وصمودهم في هذه المنطقة، متطرقا إلى رؤية المنتدى لتشغيل الموقع ضمن البرامج الوطنية والشبابية، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا.
وتخلل الفعالية، عرض حول خطة التشغيل، وجولة في المقام والبازار ومركز المعلومات، إلى جانب افتتاح معرض فني.
ـــــ
ن.ع/ع.ف