الخليل 27-9-2020 وفا- فيديو حمزة الحطاب ونص ساهر عمرو
ستة فلسطينيين من عائلة الشوامرة في قرية دير العسل الفوقا جنوب الخليل، فقدوا حياتهم غرقا في حفرة امتصاصية في القرية، وهم ثلاثة أشقاء وزوج شقيقتهم وابنه، إضافة إلى ابن عمتهم.
رئيس مجلس قروي دير العسل الفوقا ماهر الشوامرة، يروي لـ"وفا" تفاصيل الحادثة، قائلا: إن المرحوم فوزي الشوامرة كان يعمل ونجله المتوفى على توسيع حفرة الامتصاص القديمة الخاصة بمنزله، والحفر بجانبها، وعند وصولهم الى عمق معين انفجرت الحفرة القديمة واندفعت المياه العادمة باتجاههم.
"نتج عن انفجار الحفرة صوت هائل، سارعت على إثره الزوجة انتصار الشوامرة الى المكان طالبة العون من اخوتها، الذين سارعوا بإنزال سلم الى الحفرة ونزلوا اليها دون اخذ اية احتياطات، وفور نزول الأول سقط من على درجات السلم بعد ان اغمي عليه نتيجة استنشاقه للغازات السامة المنبعثة من المياه العادمة، وتبعه اثنان من اخوته ومواطن آخر هب لمساعدتهم، وجميعهم فقدوا الوعي وسقطوا داخل الحفرة"، يقول الشوامرة.
ويضيف: أن ما حدث فاجعة وكارثة إنسانية لعوائل الضحايا، التي باتت بلا معيل، فخمسة منهم متزوجون ولديهم (13 طفلا) وزوجات اثنين منهم على وشك الولادة.
وحول دور الدفاع المدني، يوضح مدير الدفاع المدني في الخليل العقيد يزن أبو عمر، أن طواقم الدفاع المدني تلقت الاشارة الأولى بوجود 3-4 اشخاص مفقودين بحفرة امتصاص في تلك المنطقة، وعلى الفور تحركت الطواقم من بلدة الظاهرية باتجاه المنطقة وتمكنت من الوصول خلال وقت قياسي لا يتجاوز 11 دقيقة رغم صعوبة الطرقات في تلك المنطقة.
ويتابع: طواقم الدفاع المدني عملت فور وصولها على انقاذ من هم بالحفرة ووصلت تعزيزات اضافية من طواقم الدفاع المدني من المناطق المجاورة، وطالبنا بتوجيه صهاريج النضح الى المنطقة للمساعدة في افراغ الحفرة، وبعد ذلك تم انتشال الجثامين.
ويؤكد أبو عمر أن سرعة استجابة طواقم الدفاع المدني أو غيرها يرتبط اساسا بسرعة الابلاغ عن الحادث، مطالبا المواطنين بالإبلاغ الفوري والسريع عن الحادث فور وقوعه الأمر الذي من شأنه ان يخفف من الخسائر البشرية والمادية لأي حادث كان.
وفي تعقيبه على الفاجعة، يقول مدير عام سلطة البيئة في الخليل بهحت جبارين، "هنالك مشكلة حقيقية وكبيرة تتمثل في الحفر الامتصاصية، فنحن على بحر منها، وهنالك ما يزيد عن 80 ألف حفرة امتصاصية منتشرة في مختلف ارجاء المحافظة، 16% من مناطق المحافظة موصولة بشبكة للصرف الصحي، تتركز بمدينة الخليل".
ويصف الجبارين هذه الحفر بالقنابل الموقوتة القابلة للانفجار في أية لحظة، نتيجة تفاعلات الغازات السامة المنبعثة من المياه العادمة والمضغوطة بشكل كبير داخل تلك الحفر.
ويضيف: "خلال الأعوام السابقة شهدنا أكثر من 20 حالة انفجار، 6 منها أودت بحياة مواطنين، ناهيك عن الآثار البيئية المدمرة لهذه الظاهرة".