رام الله 14-10-2024 وفا- تشارك دولة فلسطين في فعاليات اليوم العربي للبيئة، الذي يصادف الرابع عشر من شهر تشرين الأول من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار "إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود".
يأتي هذا اليوم في ظل مرور عام على الحرب العدوانية المستمرة على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير واسع لمكونات البيئة الفلسطينية، بما في ذلك التربة والمياه والهواء، تاركة آثارًا بيئية كارثية ناتجة عن العمليات العسكرية.
تُعد هذه المناسبة فرصة لدول المنطقة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لحماية البيئة واستعادة الأراضي المتدهورة.
وتأتي مشاركة دولة فلسطين في هذا اليوم لتسليط الضوء على الآثار البيئية السلبية التي خلفتها الحرب العدوانية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس.
وأكدت سلطة جودة البيئة بهذا الخصوص، أن البيئة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من البيئة العربية، وأن أي اعتداء على البيئة الفلسطينية يمثل اعتداءً على البيئة العربية ككل، حيث لا تعترف البيئة بالحدود الجغرافية. يتمثل هذا الاعتداء في استمرار الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الأراضي والمواقع الطبيعية، وتجريف الأراضي، واقتلاع الأشجار في الضفة الغربية، مما يسبب دمارًا للموارد الطبيعية.
أما في قطاع غزة، فقد أدى العدوان إلى تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المياه، الصرف الصحي، والطاقة، بالإضافة إلى تلوث مياه البحر، التربة، والهواء، مما جعل الحياة في القطاع غير صالحة للعيش. تسببت هذه الكارثة البيئية في تراكم الركام والنفايات الصلبة وانتشار الأمراض.
وفقًا لتقرير حالة البيئة الفلسطينية الصادر عن سلطة جودة البيئة في عام 2023، تدهورت مساحة الأراضي بنسبة 26%، مقارنة بـ18.6% بين الأعوام 2018-2022، مما يعكس الأثر المتزايد لسياسات الاحتلال الإسرائيلي على البيئة الفلسطينية.
في ظل شعار هذا اليوم، تؤكد سلطة جودة البيئة على أهمية إعادة تأهيل الأراضي المتضررة وتعزيز القدرة على مواجهة التغيرات المناخية والمخاطر البيئية. وتعمل دولة فلسطين على العديد من التدخلات لتطوير إدارة الموارد الأرضية، كما تشارك في الاتفاقيات البيئية الدولية، ومنها الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ. وتسعى فلسطين إلى زيادة قدرة الأراضي على تخزين ثاني أكسيد الكربون وزيادة المساحات الخضراء بنسبة 2% سنويًا.
وبمناسبة هذا اليوم، تبرز جهود دعم المزارعين الفلسطينيين لتعزيز قدرتهم على الصمود أمام سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطار مشروع "فلسطين خضراء"، تعمل سلطة جودة البيئة بالشراكة مع وكالة التنمية البلجيكية وبتمويل من الحكومة البلجيكية على تقديم مستلزمات للمزارعين في الأراضي المهددة بالمصادرة بالقرب من جدار الضم. تشمل هذه المستلزمات أجهزة لإعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى سماد طبيعي.
ودعت سلطة جودة البيئة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية البيئة في المناطق المتضررة من النزاعات، وتواصل بذل جهودها لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وخاصة تلك التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها.
ــــ
ف.ع