الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 28/04/2024 03:43 م

مفقودون في هول "الحرب"..

 

غزة 28-4-2024 وفا- سامي أبو سالم

 أينما تولِ وجهك تجد ملصقات صور لأشخاص مفقودين، شبان وكبار سن وفتية، وأسفل كل صورة تجد رقم هاتف للإبلاغ عن وجوده في حال مصادفته في أي مكان.

وتنتشر صور المفقودين في المستشفيات، وقرب ثلاجات الموتى، أو قرب مخابز، أو على الشاحنات والحافلات وفي كل مكان متوقع أن يشهد ازدحاما.

على مدخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط قطاع غزة، أُلصقت صورة المواطن الستيني "المفقود" محمد صالح أبو عمشة، وأرقام هواتف للإبلاغ عنه حين العثور عليه.

في اتصال هاتفي بالرقم أسفل الصورة قال نجله "فادي"، إن والده أسير سابق من سكان بيت حانون، شمال القطاع، يعاني الزهايمر ونزح أكثر من مرة مع العائلة قبل أن تعتقله قوات الاحتلال.

نزح أبو عمشة في أحد مراكز الأونروا في منطقة الجوازات بغزة. ووفقا لفادي فقد تم اعتقال والده محمد ورجال آخرين. 

"علمنا أن قوات الاحتلال أفرجت عن أبي في منطقة أنصار غرب غزة وكانت وقتها تحت قصف جوي واجتياح بري ولا نعرف أين هو ولا مصيره"، قال فادي.

وفي مدينة رفح ألصق السائق "أبو حسام" محيسن على مركبته صورة للفتى "يوسف رمزي محيسن" وهو مريض يعاني من التوحد وقد اختفت آثاره منذ 22 ديسمبر 2023.

وقال "أبو حسام"، إن يوسف هرب مع أهله من القصف على حي الشجاعية بمدينة غزة إلى مخيم المغازي وسط القطاع وعاش معهم في خيمة.

"كان كل يوم يهرب من الخيمة ويقول إنه يريد العودة لبيتهم بمدينة غزة فيلحقوا به ويعيدوه للخيمة".

عندما اشتد القصف على مخيم المغازي قررت العائلة الهروب لكنهم لم يجدوا يوسف.

"بحثنا عنه في كل شارع في المغازي دون جدوى، هربنا إلى دير البلح وبقي مفقودا ولا نعرف هل هو حي أم غير ذلك،" قال خاله، سائق المركبة.

وبشكل شبه يومي، يجوب رجال ونساء أروقة المستشفيات غي قطاع غزة يفتشون في ثلاجات الموتى أو في أسرّة المصابين عن مفقودين لهم.

ودشن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صفحات للإبلاغ عن أشخاص مفقودين، أطفال ويافعين وبالغين، مع نشر صورهم ورقم هاتف للتواصل، أو لشهداء مجهولي الهوية ليتعرف ذووهم عليهم. منها مجموعة "مفقودين وشهداء مجهولين" على منصة فيسبوك، ومجموعة "مناشدات ومفقودين غزة" على منصة "تلغرام" التي لم يكن آخرها الابلاغ عن عبد المؤمن عجور، الذي غادر غزة نحو الجنوب في الخامس من مارس الماضي واختفت آثاره، والشاب خضر قنونة الذي كان متواجدا أواخر فبراير الماضي في شارع 2 في خان يونس جنوب القطاع.

ولم يتضح بعد ما إذا كان أي من المفقودين قد تم العثور عليه ضمن القبور الجماعية التي دفنت فيها قوات الاحتلال مئات المواطنين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، لا سيما في مستشفيي الشفاء بغزة قبل شهر وناصر بخان يونس الأسبوع الجاري.

وكانت طواقم الدفاع المدني قد انتشلت، في احصائية غير نهائية، زهاء 400 شهيد من القبور الجماعية في خان يونس، غالبيتهم الساحقة من مجمع ناصر الطبي الأسبوع الماضي.

حسام شوقي الغول (44 عاما) من مدينة غزة خرج في مارس الماضي ولم يعد، وفقا لابن عمه لؤي الغول، الذي نشر المناشدة على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال لؤي لمراسل "وفا"، إن حسام توجه لمنطقة مستشفى الشفاء بتاريخ 17 مارس، يبحث عن طحينا لأولاده الخمسة، لكنه لم يعد لأولاده.

أما ذوو الطفل ضياء أبو عصر (15 عاما) فقد وجدوا ابنهم تائها في مدينة رفح بعد أن فقدوا أثره في مدينة غزة.

وقال أسد مصبح، خال ضياء، إن الفتى أبكم وفقده أهله عند منطقة الصناعة بمدينة غزة "شارع جمال عبد الناصر" لمدة تزيد على عشرين يوما عندما هربوا وتوجهوا نحو جنوب القطاع إلى أن عثر عليه في أحد شوارع رفح.

"عُثر عليه في الشارع جائعا ويرتجف بردا… الناس مش فاضية لأي أحد"، قال خاله.

وكان مواطنون قد أعلنوا عن بعض أقارب لهم فقدوا وتبين بعد ذلك أنهم استشهدوا في قصف للاحتلال أو قنصا، وتم العثور على جثامينهم في الشوارع أو في مقابر جماعية كما حصل في مشفى الشفاء بغزة وناصر بخان يونس.

ولا يقتصر الغياب على النازحين إلى رفح، فمنذ حوالي خمسة أشهر تبحث عائلة رائد صالح (42 عاما)، وهم من رفح، عن ابنهم في المدينة ونشروا صوره وارقام هواتف في مختلف أرجاء المدينة دون جدوى.

وقال شقيقه، بلال صالح (30 عاما) إن أخاه رائد خرج من البيت في المدينة ولم يعد ولا يعلمون عنه شيئا.

"بحثنا في رفح وخاطرنا بأنفسنا في خان يونس تحت القصف وكذلك وسط القطاع ولم نجده".

وفي الخامس من يناير هذا العام أطلقت وزارة الصحة رابطا على الشبكة العنكبوتية للإبلاغ عن المفقودين.

وقالت الوزارة في بيان لها إن عددا من تم الابلاغ عنهم عبر الرابط بلغ 3160 مواطنا.

ورجحت مصادر محلية أن عدد المفقودين ضعف ذلك، ولكن بسبب شح الإنترنت والكهرباء فكثير من المواطنين لم يبلّغوا بعد.

ويأمل ذوو المفقودين أن يكون أبناؤهم على قيد الحياة.

 "مفقود كلمة مخيفة لأن لها عدة احتمالات أبرزها الموت أو الاعتقال" قال فادي أبو عمشة.

وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة أكثر من (34.454) شهيداً، بينهم 72٪؜ من الأطفال والنساء وكبار السن، وبلغ عدد الجرحى نحو (77.575) جريحا، وفقا لوزارة الصحة.

ـــــــ

ف.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا